انخفاض قياسي في استهلاك النبيذ العالمي لم يُسجَّل مثله منذ عام 1961

شهد العالم في عام 2024 تراجعًا غير مسبوق في استهلاك النبيذ، بحسب ما أعلنت عنه المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ (OIV)، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في عدة بلدان، أبرزها فرنسا.
في تقريرها السنوي الصادر يوم الثلاثاء 15 أبريل، كشفت المنظمة أن استهلاك النبيذ على مستوى العالم واصل انخفاضه خلال العام الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 1961. التقرير الذي نقلته قناة فرنسية أشار إلى أن تراجع استهلاك هذه المشروبات الكحولية أصبح ظاهرة عالمية مقلقة.
وبحسب الأرقام التي استندت إليها المنظمة، فإن مشتريات النبيذ انخفضت بنسبة 3.3% في عام 2024 مقارنة بعام 2023. وفي فرنسا تحديدًا، بلغ معدل التراجع 3.6%، وهي نسبة تعكس تحوّلاً واضحًا في عادات الاستهلاك. الجدير بالذكر أن القارة الأوروبية ما زالت تمثل نحو نصف المبيعات العالمية (48%)، إلا أن استهلاك النبيذ فيها انخفض أيضًا بنسبة 2.8% خلال نفس العام.
الأسعار ترتفع والإنتاج يتراجع
رغم هذا التراجع في الطلب، شهدت أسعار النبيذ ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة. المنظمة الدولية أوضحت أن متوسط الأسعار ارتفع بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالفترة ما قبل جائحة كوفيد-19، أي بين عامي 2019 و2020. وعزت ذلك إلى عدة عوامل، منها التوترات الاقتصادية والسياسية، إلى جانب عوامل هيكلية طويلة الأمد تؤثر على توجهات المستهلكين في مختلف أنحاء العالم.
وبشكل عام، تُظهر البيانات أن استهلاك النبيذ على مستوى العالم قد تراجع بنسبة 12% منذ عام 2018، وهو مؤشر يُنبئ بتغيرات كبيرة في أنماط التذوق والثقافة الغذائية لدى الشعوب.
في الولايات المتحدة، والتي تُعد أكبر سوق لاستهلاك النبيذ عالميًا، انخفضت نسبة الاستهلاك بمعدل 5.8% في عام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه. أما من جهة المنتجين، فقد سجلت صناعة النبيذ ضربة قوية العام الماضي، إذ تراجعت مستويات الإنتاج إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ستة عقود، وهو ما يثير القلق في أوساط العاملين في هذا القطاع.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن استهلاك المشروبات الكحولية، بما فيها النبيذ، يُشكل خطرًا على الصحة، الأمر الذي تؤكد عليه المنظمات الصحية حول العالم باستمرار.