مصر تسعى للحصول على شحنات غاز طبيعي مسال نادرة لفصل الشتاء، مما يزيد من الضغط على الإمدادات
تسعى مصر للحصول على شحنات من الغاز الطبيعي المسال لفصل الشتاء لأول مرة منذ سنوات، مما يعكس نقصًا متزايدًا في الطاقة سيزيد من المنافسة العالمية على هذا الوقود.
أصدرت الشركة المصرية العامة للبترول، المملوكة للدولة، أحد أكبر المناقصات لديها، حيث طلبت 17 شحنة لمحطتها العائمة لاستيراد الغاز في العين السخنة، وثلاث شحنات أخرى للتسليم في العقبة بالأردن، وفقًا لمصادر مطلعة على الموضوع. وتسعى مصر لتلقي هذه الشحنات بين أكتوبر وديسمبر، بحسب المصادر.
ظهور مصر كمشترٍ غير متوقع للغاز الطبيعي المسال في أشهر الشتاء يعني دخول منافس جديد بالقرب من أوروبا. وبينما سيبدأ موسم التدفئة في أوروبا بمخزونات ممتلئة، قد تتصاعد التكاليف بسرعة مع اشتداد المنافسة أو تعطل الإمدادات العالمية. ارتفعت أسعار الغاز القياسية في أوروبا بنسبة تصل إلى 4% يوم الجمعة.
تشير واردات الغاز الطبيعي المسال إلى تغير في موقف مصر وتثير احتمالية أن تصبح البلاد مستوردة صافية للغاز.
تجنب أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان انهيارًا اقتصاديًا بفضل حزمة إنقاذ بلغت 57 مليار دولار بقيادة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي. سمحت السلطات للجنيه المصري بالانخفاض بنسبة تقارب 40% مقابل الدولار في مارس، في محاولة لحل مشكلة نقص العملات الأجنبية المزمنة وفتح التمويل الخارجي بعد عامين من عدم اليقين.
ساعدت واردات الغاز الطبيعي المسال هذا الصيف مصر على إنهاء انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة التي كانت قد أثارت سخطًا عامًا واسعًا وأثرت على الصناعات. ومع ذلك، قد تؤدي المشتريات الثقيلة من الغاز الطبيعي المسال إلى استنزاف الاحتياطيات من العملات الأجنبية، خاصة مع انخفاض إيرادات قناة السويس نتيجة لتراجع حركة الشحن في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين.
وقد دفع الانخفاض السريع في إنتاج الغاز في مصر وصيف غير عادي الحرارة البلاد إلى زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018. كما أن المناقصة الأخيرة لا توازي فقط مشتريات مصر الصيفية، بل هي مشابهة لواردات المملكة المتحدة في ديسمبر الماضي.
وقالت الباحثة آن صوفي كوربو من مركز سياسات الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: “لقد كانت مصر المفاجأة الحقيقية في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي”. وأضافت: “لقد انهار الإنتاج تمامًا، وهذه هي المشكلة، ولا يوجد حل آخر: إما أن تقلل الطلب أو تزيد صافي الواردات”.