مصر تمدد فترة قطع الكهرباء المتناوب وسط موجة حر
أعلنت مصر عن تمديد فترة قطع الكهرباء المتناوب عبر البلاد لمدة ساعة إضافية يوم الثلاثاء للسماح بالصيانة الوقائية لشبكات الغاز والكهرباء الإقليمية، وذلك بسبب زيادة استهلاك الكهرباء الناتجة عن موجة الحر.
ارتفعت درجات الحرارة في القاهرة إلى ما يقرب من 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) يوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح بيان مشترك صادر عن وزارتي البترول والكهرباء أن “هذا يتطلب زيادة فترة قطع الكهرباء لمدة ساعة إضافية، اليوم فقط، للحفاظ على كفاءة التشغيل لشبكات نقل الكهرباء والغاز الوطنية”.
تشهد إمدادات الغاز الطبيعي، الذي يساعد مصر في توليد الكهرباء، تراجعًا في وقت يتزايد فيه الطلب على الكهرباء نتيجة لزيادة عدد السكان. وكانت الحكومة تدعم أسعار الكهرباء بشكل كبير لسنوات.
بدأت الشركة المملوكة للدولة في قطع الكهرباء لمدة ساعة يوميًا في الصيف الماضي، وزادت هذه الفترة إلى ساعتين في بداية هذا الصيف.
تعاني البلاد أيضًا من نقص في العملات الأجنبية لتسهيل استيراد الغاز خلال العامين الماضيين.
تسعى مصر منذ توقيعها على حزمة دعم مالي بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في مارس لتقليل الإنفاق على الدعم.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على تحسين كفاءة الطاقة من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة وتحديث البنية التحتية لشبكات الكهرباء. ويشمل هذا الجهود الرامية إلى تقليل الفاقد في الشبكات وتحسين أنظمة التوزيع لزيادة فعالية استخدام الموارد المتاحة.
كما أطلقت الحكومة حملات توعية للمواطنين حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام الأجهزة الكهربائية بكفاءة. وتأتي هذه الحملات ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستدامة في استخدام الموارد الطبيعية وتقليل التأثير البيئي.
وفي إطار هذه الجهود، قامت الحكومة أيضًا بتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين للحصول على التكنولوجيا المتقدمة والخبرات اللازمة لتحسين قطاع الطاقة في البلاد. وتتطلع مصر إلى أن تكون نموذجًا في المنطقة في مجال كفاءة الطاقة واستدامة الموارد.
يعتبر هذا الإجراء خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة وضمان تلبية احتياجات المواطنين والشركات على حد سواء. وفي ظل التحديات الاقتصادية الحالية، تسعى الحكومة جاهدة لتحقيق التوازن بين توفير الطاقة بأسعار معقولة وتحقيق التنمية المستدامة.
تداعيات موجة الحر
تشير التوقعات إلى أن موجة الحر الحالية ستستمر لعدة أيام، مما يضع ضغطًا إضافيًا على شبكات الكهرباء والغاز. وتدعو السلطات المواطنين إلى التعاون والالتزام بإرشادات الترشيد لتجنب حدوث أي انقطاعات غير متوقعة في الخدمة.
من جانبها، تعمل فرق الصيانة على مدار الساعة لضمان جاهزية الشبكات لمواجهة الأحمال الزائدة والحفاظ على استقرار إمدادات الطاقة. وتؤكد الحكومة التزامها بتوفير الدعم اللازم للمواطنين خلال هذه الفترة الحرجة.
تتطلع مصر إلى تجاوز هذه التحديات من خلال تبني سياسات مستدامة وتحقيق الاستفادة القصوى من مواردها الطبيعية، بما يضمن توفير الطاقة بشكل مستدام وآمن للأجيال القادمة.